”نداء بوست“ – اللاذقية – التحقيقات والمتابعة
منذ أكثر من سنة ونصف، وفي أعقاب ما يروّج له النظام من استقرار للوضع الأمني في أغلب مناطقه، باتت الفصائل والمجموعات التي ساندته بمسمّيات مختلفة منذ 2011، تشكّل عبئاً على نظام الأسد، ما يدفعه إلى التخلّص منها بطرق مختلفة أو اصطياد رموز تلك المجموعات واتهام فصائل المعارضة السورية.
تقول مصادر مطلعة لموقع "نداء بوست": إنّ الأجهزة الأمنية في نظام الأسد تحاول منذ منتصف آب/أغسطس الفائت وعلى أعلى مستوى أمني التدخل لضبط نشاط مجموعات مسلحة غير نظامية باتت مصدر قلق وفوضى أمنية في مختلف أرياف الساحل السوري في محافظتَي اللاذقية وطرطوس.
شبيحة ومشايخ
وتشير المصادر إلى أنّ أكثر من 4000 مقاتل "شبيحة" في بلدات ومدن ريف اللاذقية وطرطوس ضمن كتائب تعود في الولاء لشخصين هما بديع الأسد ومنذر الأسد اللذان أقنعا المشايخ والوجهاء المحليين بداية أنهم ينظمون أمن المنطقة الساحلية.
تلك الكتائب أصبحت فيما بعد مصدر التهديد المباشر للمجتمعات المحلية "العلوية والمسيحية" في الساحل السوري.
في هذا السياق، قالت مصادرنا في الساحل السوري: إن كتائب منذر وبديع الأسد متورطة خلال العام الحالي بخطف أكثر من 70 من تجار وصناعيّي المدن والبلدات الساحلية بهدف طلب فدية من ذويهم.
وأكّدت مصادرنا أنّ كتائب "آل الأسد" تعتقل المختطفين في سجون سرية غير رسمية، فضلاً عن الحواجز الأمنية والدوريات التي تنفذها هذه الكتائب وتفرض خلالها الإتاوات على أصحاب المنشآت الصناعية والتجارية في المنطقة، كما تفرض هذه الكتائب الترفيق (حماية) برسوم عالية على سيارات المنشآت الصناعية أثناء نقل بضائعها.
كما قالت مصادرنا: إنّ نظام الأسد لا يزال حتّى اللحظة بجيشه وأفرعه الأمنية عاجزاً عن السيطرة عليها، لأنها كانت قد حصلت على تسليح إضافي بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة عبر خطوط التهريب من لبنان، الأمر الذي يصوره بعض أبناء المنطقة على أنها جيوش مستقلة خارج سلطة الدولة.
طفح الكيل
ونظراً لخطورة هذه الكتائب على النظام نفسه، قال مصدر أمني لـ "نداء بوست": إن النظام يجري تواصلاً عبر إدارة المخابرات العامة (أمن الدولة) وعبر وزارة الداخلية في حكومة النظام مع وجهاء وأعيان من مختلف البلدات في اللاذقية وطرطوس لإنهاء هذه الكتائب أو الحدّ قدر الإمكان من صلاحيتها.
وأوضحت مصادرنا أنّ قيادة النظام قدّمت تطمينات لمن تم اللقاء معهم، وأن الأمر بالغ الأهمية بالنسبة إلى القيادة السياسية، وأن القصر الجمهوري يتابع الموضوع، وهو في صدد وضع حد له، لكن وبحسب أشخاص من أبناء المنطقة طلبوا عدم الإفصاح عن أسمائهم، فإن الوجهاء والمشايخ والتجار في الساحل السوري غير مطمئنين للتطمينات من قيادات النظام، ويخشَون من حالة توتر كبيرة وفوضى أمنية في المنطقة، فضلاً عن اتهامات وجهها المشايخ للنظام تتعلق بتسهيلات قدمها النظام سابقاً لأبناء المنطقة الساحلية وخاصة المكون العلوي للهجرة من الساحل بدلاً عن حل مشكلاتهم وتأمين مستقبلهم، ويجعلون هدف سياسة النظام من ذلك هو التمهيد للسيطرة على ممتلكاتهم وأراضيهم.